أسامة خماسي l ذاهبون... إلى أين !

ذاهبون إلى أين

ﻳﺸﻬﺪ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻨﺬ ﺑﻀﻌﺔ أﺷﻬﺮ ﻗﻠﻴﻠﺔ، ﺣﻴﺎ     ًة ﻣﺘﺴﺎرﻋﺔ ﻟﺪى اﻟﻌﺎﻣﺔ، اﺧﺘﻠﻄﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻮﺟﺎت اﻟﺨﻮف و اﻻﺣﺘﻘﺎن... إﻧﻪ اﻟﻮﺑﺎء دون

ﺷﻚ ... ﻟﻜﻨﻪ  ﻟﻴﺲ ﻛﻨﻈﻴﺮه، ﻓﻔﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺒﻌﻴﺪ اﻧﺘﻬﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﺴﻞ "اﻻﻳﺒﻮﻻ"   اﻟﻤﺮﻋﺐ ...

"اﻟﻜﻮروﻧﺎ" ، إﻧﻪ ﻣﻌﻄﻰ وﺑﺎﺋﻲ ﺟﺪﻳﺪ،  ﻣﺴﺎرات اﺧﺮى ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت، ﺗﺤﻮﻻت ﻛﻮﻧﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ... ﻣﺠﺮد اﺷﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺪاد

اﻟﺰﻣﻨﻲ و اﻧﻘﻠﺐ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﻣﻬﻴﻤﻦ اﻟﻰ ﻛﺎﺋﻦ ﺧﺎﺿﻊ ﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻔﻴﺮوس...

...ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻢ ان ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻤﻌﻄﻰ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺻﺮاﻋﻬﻢ اﻷزﻟﻲ ﻣﻊ اﻷوﺑﺌﺔ، ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ إﻧﺘﻬﺖ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﺒﺸﺮ ﻣﻊ اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ... ﻫﺬا ﻣﺎ ﺣﺪث ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ ﺣﺮب اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻊ اﻷوﺑﺌﺔ, ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻦ ﻃﺎﻋﻮن اﻻﺑﺎﻃﺮة اﻻﻧﻄﻮﻧﻴﻴﻦ ﻣﺮورا

ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﻮن اﻷﺳﻮد و ﻃﺎﻋﻮن اﻟﺪﺑﻠﻰ وﺻﻮﻻ اﻟﻰ اﻻﻧﻔﻠﻮﻧﺰا اﻻﺳﺒﺎﻧﻴﺔ و اﻻﻳﺪز...

ﻛﻠﻬﻢ ﻣﺤﻄﺎت وﻗﻒ اﻹﻧﺴﺎن ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻣﺎ اﻛﺘﺴﺒﻪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﻲ ﻳﻘﺎوم اﺷﻴﺎءا ﺗﺤﺖ اﻟﻤﺠﻬﺮ...

و ﺟﺪﻳﺮ ان ﻧﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق أن اﻧﺘﺸﺎر اﻻوﺑﺌﺔ ﻳﻀﻌﻨﺎ ﻟﻮﻫﻠﺔ اﻣﺎم ﺧﻮض ﺻﺮاع اﻧﺘﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻲ ﻋﻤﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻋﺒﺎرة

ﻣﻴﺸﺎل ﻓﻮﻛﻮ ... ﻧﻨﻈﺮ ﻟﻮاﻗﻌﻨﺎ اﻟﺤﻴﻮي ﺑﺜﻘﺐ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺧﺎﻟﺺ، ﺣﺘﻰ ﺻﻴﺎﻏﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ... ﻓﻲ اﻷﺛﻨﺎء رﺳﻢ ﺳﺎراﻣﺎﻏﻮ و دﺑﺞ ﺑﻤﺨﻴﻠﺘﻪ وﺑﺎءا و ﻧﺤﺖ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻣﺮﺻﻌﺎ ﺑﺎﻟﻮﺻﻒ و اﻻﻳﺤﺎء و ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ أﻣﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺄﻣﻦ ﺑﻴ ِﻪ,ﻫﻮ أن ﺑﻴﻦ اﻟﻮاﻗﻊ و اﻟﻤﺘﺨﻴﻞ ﺑﻀﻌﺔ

ﻳﻬﺪم اﻟﻤﻤﺜﻞ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻛﻞ اﻟﻌﺎدات اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت "اﻟﺮق

اﻟﺮﻗﻤﻲ..."

اﻣﺘﺎر ﻻ اﻛﺜﺮ ... ﻣﺠﺮد ﺟﺪران ﻫﻮ وﺣﺪه اﻟﻘﺎدر ﻫﻠﻰ ﻫﺪﻣﻬﺎ ﻛﻤﺎ

إن أﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﺤﻮر اﻫﺘﻤﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﻠﻘﺎت اﻷوﺑﺌﺔ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﻻرﻗﺎم اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻟﺮﻋﺎﻳﺎﻫﺎ ، ﻳﺒﺪو اﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻠﻰ

اﻟﻤﻘﺎس ﻫﺬه اﻟﻤﺮه، ﻳﻘﻮل اﻟﺒﻴﺮ ﻛﺎﻣﻮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ "اﻟﻄﺎﻋﻮن)"اﻟﺼﻔﺤﺔ ٩٣( :

... و راﻳﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ ﻣﻨﺬ زﻫﺎء ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ، و ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺠﺮؤ اﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ، إن اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم ﺷﻲء ﻣﻘﺪس، و ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ إﺛﺎرة اﻻﺿﻄﺮاب ﻓﻴﻪ "...

أﻋﺘﻘﺪ أن ﻛﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت داﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن أﻣﺎم ﻣﻮﻗﻒ ﺻﻌﺒﺎ ازاء ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻻﻣﻮر ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺘﺠﺎوز ﻛﻞ اﻟﻌﻘﺒﺎت ﻣﻦ ﺧﻼل

وﺳﺎﺋﻞ اﻻﻟﻬﺎء اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ... .

إن ﻣﺎ ﻳﺤﺪث اﻵن ﻗﺪ اﺳﺘﺒﻘﺘﻬﺎ ﺗﺼﻮرات ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻴﺔ ﻟﻌﻮاﺻﻒ ﻗﺪ ﺗﻀﺮب اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت و ﻫﺎ ﻧﺤﻦ ازاء واﺣﺪة ﻣﻨﻬﺎ ، ﻻ اﻋﺮف إن ﻛﺎن ﻫﺬا ﻣﺤﻮا ﻟﻠﺼﺪﻓﺔ ام ﻻ، ﻛﻞ ﻣﺎ أﻋﺮﻓﻪ ﻫﻮ اﻧﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﻣﻦ داﻋﻤﻲ ﻧﻈﺮﻳﺎت اﻟﻤﺆاﻣﺮة ﻓﺪاﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﻓﻀﻠﺖ اﻟﺘﺴﻠﺴﻞ اﻟﻨﻤﻄﻲ ﻟﻠﻤﺴﺎرات

اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ و اﻟﻤﺮﺣﻠﻴﺔ ...

ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1995 ﺗﻢ اﻧﺘﺎج اﺣﺪ اﻗﻮى اﻻﻓﻼم اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﺧﺮاج اﻟﻤﺎﻧﻲ ﺑﻄﻮﻟﺔ ﻣﻮرﻏﻴﻦ ﻓﺮﻳﻤﺎن و داﺳﺘﻦ ﻫﻮﻓﻤﺎن ، ﻓﻴﻠﻢ outbreak ﻳﺤﺎﻛﻲ ﻣﺤﻄﺔ وﺑﺎﺋﻴﺔ ﺗﻌﺘﺮض اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻻﻣﺮﻳﻜﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻧﺘﺸﺎر اﻟﻌﺪوى و ﺗﻨﻘﻠﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺰاﺋﻴﻴﺮ و ﺣﻴﺜﻴﺎت ﻣﻔﺼﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺗﺘﺨﻄﻰ اﻟﻮاﻗﻊ اﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﺣﻴﻨﻬﺎ اﺻﺒﺤﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻤﻦ ﻳﻤﺘﻠﻚ اﻟﻤﺼﻞ اﻟﻤﻀﺎد و ﻷي ﻏﺮض ﻟﻢ ﻳﺸﺄ ﻧﺸﺮه... ﺛﻢ ﻳﻤﺮ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺑﻤﺮاﺣﻞ اﻟﺘﺸﻮﻳﻖ اﻟﻬﻮﻟﻴﻮدﻳﺔ اﻟﻤﻌﺘﺎدة ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ ﺑﻨﺎ اﻟﻰ اﻟﻔﺮج و ﻫﻮ اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮ اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎل ... ﻳﺒﺪو اﻧﻨﻲ ﻟﻢ اﻃﺮح ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﺒﺜﻴﺔ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﻲ أن اﺣﺪﺛﻜﻢ ﻋﻦ ﻣﻌﻄﻰ ﻓﻨﻲ دون اﻟﻮﻟﻮج اﻟﻰ اﻟﻐﺮض، ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ أﻧﻨﻲ ﺳﺄﻋﻮد

ﺑﻴﻜﻢ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻤﺆاﻣﺮة اﻟﺘﻲ داﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﺗﺤﺎﻛﻰ ﻓﻲ اﻻﺣﺪاث اﻟﻜﺒﺮى...  ﻓﺎﻟﻔﻴﻠﻢ اﻵن ﻳﻌﻴﺪ ﻃﺮح ﻧﻔﺲ اﻟﻤﻌﻀﻠﺔ ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ ادري ان

ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﻌﺎد ﻧﻔﺲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ  ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺸﺎﻛﻠﺔ... أﻣﻮر ﻣﻌﻘﺪة ﻫﻲ، ﺧﺮﺟﺖ  ﺣﺘﻰ ﻋﻦ ﺳﻴﻄﺮﺗﻨﺎ، اﻟﻜﻞ ﻫﺎﺋﻢ ، اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻦ ادﻟﺔ

ﻟﻤﻨﺎزﻋﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ... ﻓﺎﻟﺪوﻟﺔ  ﻣﺜﻼ  ﺗﺮﺳﺦ ﻛﻞ إﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻬﺎ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ و اﻟﻤﻮاﻃﻨﺎت  ، اﻟﺤﻠﻔﺎء ﻣﻨﻬﻢ او ﺣﺘﻰ اﻟﺨﺼﻤﺎء  ، ﻳﻘﻮل ﺳﺎراﻣﺎﻏﻮ ﻓﻲ اﻷﺛﻨﺎء

"ﺗﺒﺪي اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ أﺳﻔﻬﺎ ﻻﺿﻄﺮارﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﺴﺮﻋﺔ اﻟﻘﺼﻮى ﻟﻤﺎ ﺗﻌﺪه واﺟﺒﻬﺎ اﻟﺤﻖ، ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﺸﻌﺐ ﺑﻜﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷزﻣﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻴﻦ أﻧﻬﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻈﺎﻫﺮ وﺑﺎء ﻋﻤﻰ أﺑﻴﺾ ﻳﻌﺮف ﻣﺆﻗﺘﺎ ﺑﺎﻟﻤﺮض اﻷﺑﻴﺾ" )اﻟﻌﻤﻰ(

اﻋﺘﻘﺪت ﻟﻮﻫﻠﺔ أن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻗﺪ ﻓﻬﻢ اﻟﻮﺑﺎء و ﻟﻜﻦ و إﺛﺮ ﻣﺎ ﻧﺴﺠﺘﻪ اﻟﻔﻴﺮوﺳﺎت ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ ﻣﻦ ازﻣﺎت ﺑﻴﻮ-ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ او ﺣﺘﻰ إﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ، اﻋﺘﻘﺪ أن اﻟﺨﻄﺄ اﻷﻛﺒﺮ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺧﻠﻂ اﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ  ﻓﺤﻴﻦ ﻧﻔ  ّﺴﺮ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أ ّﻧﻨﺎ ﻧﻔﻬﻢ، ﺑﻞ ﻓﻘﻂ أ ّﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻨﺪاء ﻣﺎ ﻻ ﻧﺮاه. إ  ّن ﻧﺪاءات اﻟﺠﺴﺪ اﻟﻤﻮﺑﻮء ﺗﻔﺮض اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ﻣﻌ ّﻴﻨﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻨﺎ أن ﻧ ّﺪﻋﻲ أ ّﻧﻬﺎ اﻹﺟﺎﺑﺎت اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ؛ ﻛﻞ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﻮ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ أﺧﺮس ﻳﺠﺬب "اﻟﺮوح" ﻧﺤﻮ ﺟﻬﺔ ﻣﺎ، ﻟﻜ ّﻨﻪ ﻳﻈﻞ دوﻣﺎ ﺑﻼ ﻣﻀﻤﻮن، وﻟﻴﺲ اﻟﻤﺮض ﻏﻴﺮ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻊ اﻟﺠﺴﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ

اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ، أو ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻠﻖ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﺎ. وﻟﻜﻦ ﻷ ّن اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻳﻘﻮل دوﻣﺎ ﻣﺎ أوﻣﺄ إﻟﻴﻪ اﻟﺠﺴﺪ اﻟﺤﺎﻣﻞ ﻟﻠﻔﻴﺮوس دون أن ﻳﻤﻠﻚ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻘﻮﻟﻪ، ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺄﺳﺲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة ﻋﻠﻰ "ﺳﻮء ﻓﻬﻢ" أﺳﺎﺳﻲ ﻟﻬﺬا اﻟﺠﺴﺪ. و اﻋﺘﺒﺮ ﻣﺆﺳﺲ ﻣﺎﻳﻜﺮوﺳﻮﻓﺖ اﻟﻤﻠﻌﻮن داﺋﻤﺎ "ﺑﻴﻞ ﻏﺎﻳﺘﺲ" : "داﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﻜﻮارث اﻟﻜﺒﺮى ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻨﺬر "ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻜﻢ ذﻟﻚ" "

اﻣﺎ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻔﻜﺮي ﻓﻬﻮ داﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﺪد ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻐﺮض ﺑﺄﺷﻴﺎء أﻋﻤﻖ ﺗﺘﺨﻠﻠﻬﺎ اﻟﺴﻴﺮورة اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ داﺋﻤﺎ و أﺑﺪا ، ﻓﻨﻴﺘﺸﻪ ﺣﺪد ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻤﺮض ﺑﺎﻟﻤﺤﺘﻮى اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪا ﻣﻌﻤﻘﺎ ، اذ اﻋﺘﺒﺮ ان اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻌﻼﺋﻘﻲ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﺎﺑﺮة، ﺗﺪﺑﺠﻬﺎ اﺧﻴﻠﺔ اﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﺑﻞ أن

اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺼﺤﻲ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﻻﻋﺎدة اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ اﻟﻌﻘﻼء اوﻻ ﺛﻢ اﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ، ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ إﻻ اﻟﻘﻠﻴﻞ، ﻫﻜﺬا ﺗﺒﺪو

ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻣﺪرﺳﺔ ﻧﻴﺘﺸﻪ...

ﻓﻴﺮوس ﻛﻮروﻧﺎ أﺛﺒﺖ ﻟﻨﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻻﻳﺘﻴﻘﻴﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﻓﺮاد، ﻫﺬه اﻷﻳﺎم ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﻛﻤﺎ ﻫﺎﺋﻼ ﻣﻦ اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺘﻲ اﻓﺮزت اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺨﻔﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎن، ﻋﻨﺼﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻧﻮع اﺧﺮ، اﺣﺘﻘﺎر ﻟﻠﻤﺮﺿﻰ و ﺗﻬﻜﻢ ﻋﻨﻴﻒ، اﺳﺘﻔﺰاز و ﻛﺮﻫﺎ ﻣﻐﻠﻒ، ﻫﻜﺬا ﻫﻮ اﻟﺤﺎل داﺧﻞ اﺳﻮار اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻷﻧﻪ و ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻠﻨﺎس "أﺟﺴﺎد" ﺧﺎﺻﺔ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻫﻮﻳﺎت ﺻ  ّﺤﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ و ﻻ ﻳﻤﻜﻦ

ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ أﺧﻼﻗﻴﺎ و ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻋﺘﺒﺎر ﺟﺴﻢ اﻻﻧﺴﺎن ﻣﺠﺮد ﻓﺘﺎﺗﺎ ﻋﻀﻮﻳﺎ اﻣﺎم ﻛﻞ اﻧﻮاع اﻟﻬﺠﻮﻣﺎت اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ...

ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ اﺣﺪ أن ﻣﺎ ﻧﻮاﺟﻬﻪ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم ﻫﻮ ﺻﻨﻴﻌﺔ اﺧﺘﻼل ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ ﺑﻴﻦ اﻻﻗﻄﺎر ، ﻫﻮ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻀﻌﺎﻓﻨﺎ ﻟﻤﻬﻤﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ و اﻟﺨﻠﻖ، ﻳﺮى ﺳﻼﻓﻮي أن اﻋﺎدة اﻟﺒﻨﺎء اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻫﻲ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻷﺳﻤﻰ ﻟﻠﺘﺤﺮر، ذﻟﻚ اﻟﺴﻠﻮﻓﻴﻨﻲ اﻟﻤﺎرﻛﺴﻲ "ﺳﻼﻓﻮاي" ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺑﺪﻳﻞ، ﻳﻔﻜﺮ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﻐﺎء اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻲ، اﻧﻪ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻻﺳﺘﻴﺘﻴﻘﻲ ﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ اﻟﺪول ،ﻓﻴﺮى أن اﻟﻤﺪن اﻟﺨﺎﻟﻴﺔ و اﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺖ ﺳﻠﻄﺎﺗﻬﺎ اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺼﺤﻲ ﻋﻠﻰ اﻣﻤﻬﺎ ، ﻳﺮى اﻧﻬﺎ اﺻﺒﺤﺖ اﻛﺜﺮ ﺟﻤﺎﻟﻴﺔ

ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺜﻞ "ﻣﺪن اﻷﺷﺒﺎح "واﻟﻤﺘﺎﺟﺮ ذات اﻷﺑﻮاب اﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ وﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻬﺎ ﻋﻤﻼء، أو ﻣﺸﺎة أو ﺳﻴﺎرة ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك، واﻷﻓﺮاد ذو

اﻷﻗﻨﻌﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء ، اﻧﻪ ﻓﻴﺮوس ﻳﻤﺤﻲ و ﻟﻮ وﻗﺘﻴﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ...

اﻵن ﻧﺤﻦ اﻣﺎم اﻣﺮﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ، اﻣﺎ ان ﻧﺨﻀﻊ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺎت و ارﺷﺎداﺗﻬﻢ و اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻣﻮر ﻗﻴﻤﻴﺔ ﻧﺮﺗﺪﻳﻬﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﺸﻌﻮب دون أواﻣﺮ، ﻓﻨﺘﺤﻤﻞ اﻟﻮﺑﺎء و ﻧﺨﺮج ﺑﺄﺧﻒ اﻻﺿﺮار ، اﻧﺎ ﻻ اﻋﺮف ﻣﺎذا ﺳﻴﺠﺮي ﺑﻌﺪ ان ﻧﺘﺒﻊ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎت اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ و ﻓﻲ

اﻟﻮاﻗﻊ ﻛﻠﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﺮف و ﻗﺪ ﻳﺮى اﻏﻠﺒﻨﺎ ان اﻻﻣﺮ ﻧﺎﺟﻊ... إﻧﻲ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻬﺎ ﻣﺴﻜﻨﺎت ﻻ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﺪوى اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻟﻠﻔﻴﺮوس إﻧﻤﺎ ﺗﺄﺧﺮ

ﻣﺠﻴﺌﻬﺎ ﻻ اﻛﺜﺮ...

او ﻧﺤﻦ اﻣﺎم ﺧﻴﺎر ﺛﺎﻧﻲ، ﻓ ُﻨﺠﺎﺑﻪ اﻟﻔﻴﺮوس ﻛﺄﻧﻪ اﻧﻔﻠﻮﻧﺰا ﻣﻮﺳﻤﻴﺔ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻻ ﻧﻐﺘﺮب ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺘﻨﺎ اﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ )ﻋﺒﺎرة ﺳﻼﻓﻮي( و ﻧﻀﺤﻲ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺗﻰ ﺛﻢ ﻧﻜﺘﺴﺐ ﻣﻨﺎﻋﺔ ﺿﺪ اﻟﻜﻮروﻧﺎ، ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻧﻜﻮن ﻗﺪ ﻓﺰﻧﺎ ﻟﻜﻦ ﻧﺒﻘﻰ ﻣﻨﻬﻜﻴﻦ... و اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻳﺒﺪو ان اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻨﺎ ﻗﺪ اﺳﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﻷن اﻟﻮاﻗﻊ ﻳﺆﻛﺪ أن اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ اﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ ﻟﻠﻔﻴﺮوس ﻻ ﻳﺪرﻛﻬﺎ اﺣﺪ ﻓﻴﻤﻜﻦ ان ﻳﻨﺘﺼﺮ ﻫﻮ اﻻﺧﻴﺮ ﺑﺎﻟﻀﺮﺑﺔ

اﻟﻘﺎﺿﻴﺔ ...

اﻧﻲ اﻋﺘﻘﺪ ان اﻟﻈﺮف ﻳﻘﺘﻀﻲ اﻟﻮﺣﺪة ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اوﻟﻰ و ﻫﻮ أﻣﺮ ﻫ ّﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻗﺎدرون ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ... اﻟﻜﻮروﻧﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻃﺎﻋﻮﻧﺎ و اﻟﻈﺮف ﻟﻴﺲ ذﻟﻚ اﻟﻈﺮف ، اﻻﻣﻮر أﻓﻀﻞ ﻫﻨﺎ ﺣﻴﺚ اﻟﺤﺪاﺛﺔ ﻟﻜﻦ إن اﻧﺰﻟﻘﻨﺎ ﻓﻲ ﻓﺦ اﻻﺳﺘﺴﻬﺎل ﺳﻨﻜﻮن

ﻓﻲ اﻟﻌﺪاد ...ﺣﻴﺜﻤﺎ وﻟﻴﻨﺎ ....

أﺳﺎﻣﺔ ﺧﻤﺎﺳﻲ